خامنئي لا يعلق آمالا كبيرة على المحادثات النووية مع أمريكا

reuters_tickers تم نشر هذا المحتوى على 15 أبريل 2025 – 19:32 4دقائق من باريسا حافظي دبي (رويترز) – سعى الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي يوم الثلاثاء إلى التقليل من شأن توقعات بحدوث تقدم في المحادثات النووية مع الولايات المتحدة بعد ظهور بارقة أمل بين بعض الإيرانيين الذين سئموا من المصاعب الاقتصادية التي أدت في بعض الأحيان إلى اضطرابات عامة. ويقول سياسيون إيرانيون ومصادر مطلعة إن عدم التوصل إلى اتفاق مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء النزاع الإيراني المستمر منذ عقود مع الغرب قد يضر بشدة بالجمهورية الإسلامية حتى لو صورت طهران واشنطن لاحقا على أنها الطرف المُخطئ. ووفقا لإيرانيين تم التواصل معهم عبر الهاتف ولرسائل نشرها إيرانيون على منصات للتواصل الاجتماعي، ارتفعت التوقعات الإيرانية بانفراجة اقتصادية بعد المحادثات التي عقدت مطلع الأسبوع بين طهران وواشنطن في سلطنة عُمان، والتي وصفها الجانبان بأنها إيجابية. وستعقد جولة ثانية من المحادثات في 19 أبريل نيسان في العاصمة العُمانية مسقط. وارتفع الريال الإيراني نحو 20 بالمئة مقابل الدولار في الأيام القليلة الماضية ويأمل العديد من الإيرانيين في التوصل إلى اتفاق لإنهاء عزلة إيران الاقتصادية. ونقلت وسائل إعلام رسمية عن خامنئي قوله “لسنا مفرطين في التفاؤل ولا التشاؤم تجاهها (المحادثات). فهي، في النهاية، عملية تقرر تنفيذها ونُفذت خطواتها الأولى تنفيذا جيدا”. وقال ستيف ويتكوف، المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط الذي يقود المحادثات مع إيران، إن ترامب طلب منه “التوصل إلى اتفاق صارم وعادل قابل للاستمرار”. وقال ويتكوف على منصة إكس يوم الثلاثاء “أي اتفاق نهائي يتعين أن يضع إطار عمل للسلام والاستقرار والازدهار في الشرق الأوسط، وهذا يعني أنه يتعين على إيران وقف برنامجها للتخصيب والتسليح النووي والتخلص منه”. ويقول حكام إيران من رجال الدين إن مطالب مثل تفكيك البرنامج النووي السلمي للبلاد أو قدراتها الصاروخية التقليدية غير مطروحة على طاولة النقاش. وتتعامل طهران مع المحادثات بحذر، وتشكك في احتمال التوصل إلى اتفاق، ويساورها أيضا الارتياب من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أعلن انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق سابق بين إيران والقوى العالمية خلال فترة ولايته الأولى في 2018. وهدد ترامب في الآونة الأخيرة بقصف إيران إذا لم يتم التوصل لاتفاق. وقال خامنئي “من الآن فصاعدا، يجب متابعتها (المحادثات) بعناية، مع تحديد الخطوط الحمراء بوضوح للجانب الآخر وأيضا لنا. قد تؤدي المفاوضات إلى نتائج أو قد لا تؤدي إلى ذلك”. وأضاف “ينبغي عدم ربط قضايا البلاد بهذه المفاوضات”. وأشار بعض المسؤولين الإيرانيين إلى أن خلفية ترامب في مجال الأعمال قد تجعله أكثر استعدادا للتوصل إلى اتفاق إذا تضمن حوافز اقتصادية، مثل احتمال شراء طائرات أمريكية الصنع أو فتح الاقتصاد الإيراني أمام مستثمرين أمريكيين. لكن عددا من الصحف الإيرانية حذرت من تضخيم التوقعات العامة “بمبالغات بلا أساس”. وجاء في صحيفة خراسان يوم الاثنين في رد على تعليقات لمسؤول أثارت الآمال في تحقيق انفراجة اقتصادية نتيجة للمحادثات “لماذا تقطعون وعودا بشأن محادثات لا يمكن الوفاء بها؟ لا تقوضوا ثقة الرأي العام بوعود تقطعونها فقط من أجل اهتمام إعلامي عابر”.