قيادي درزي يتحدث عن تفاصيل اتفاق دمج السويداء في مؤسسات الدولة
قال الشيخ ليث البلعوس قائد ما يعرف بحركة رجال الكرامة في السويداء للجزيرة إنهم يعملون على تفعيل دور الأمن العام بالسويداء وستكون عناصره من المحافظة الواقعة جنوب سوريا.وتعليقا على الاتفاق بين المحافظة ذات الغالبية الدرزية مع الإدارة السورية الجديدة لدمج السويداء ضمن مؤسسات الدولة، أضاف البلعوس أن تفعيل الأمن العام جاء بعد اجتماعات لفصائل السويداء مع وزارتي الدفاع والداخلية. وأوضح أنهم تسلموا سيارات الأمن العام وسيفعّلون دور الأمن العام بعد تجهيز العناصر من السويداء.وأعرب البلعوس عن تفاؤله في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه سابقا لجهة تفعيل دور الجيش التابع لوزارة الدفاع وكذلك الضابطة العدلية في المحافظة، على أن يجري فتح باب الانتساب للوحدات العسكرية أمام أبناء السويداء وتعزيز دورهم في الحفاظ على أمنها واستقرارها.وقال القيادي الدرزي “شاركنا في تحرير سوريا ونشارك في بنائها”، وأشار إلى أن وجهة دروز السويداء هي سوريا والأيام المقبلة “تحمل بشائر خير”، وفق تعبيره.وأضاف البلعوس “موقفنا واضح تجاه أهلنا السوريين ولا وطن بديلا لنا عن سوريا الموحدة أرضا وشعبا”. وأشار إلى أن الإدارة الجديدة “تتفهم الوضع في محافظة السويداء ونتفق معها على إرساء دعائم الدولة”.وتعتبر حركة رجال الكرامة أكبر وأبرز الفصائل المسلحة في السويداء وتأسست عام 2013 على يد الشيخ وحيد البلعوس الذي اغتيل في وقت لاحق، وكان الهدف من إنشائها حماية السويداء من التهديدات ومعارضة تجنيد أبناء المحافظة في جيش النظام المخلوع.وبعد شهر على سقوط النظام في 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي، أعلن فصيل رجال الكرامة مع فصيل لواء الجبل استعدادهما الكامل للاندماج ضمن جسم عسكري ليكون نواة للانضواء تحت مظلة جيش وطني جديد هدفه حماية سوريا.وخلال سنوات الثورة ضد بشار الأسد التي اندلعت عام 2011 نأت السويداء بنفسها عن المعارك التي شهدتها سوريا، في حين خرج أبناؤها في مظاهرات طالبت بتحسين الوضع المعيشي ورفضا للفساد قبل أن تتطور المطالب إلى الدعوة لإسقاط النظام.رفع العلم السوري فوق مبنى المحافظة في السويداء pic.twitter.com/uT0LjtVUEd— قتيبة ياسين (@k7ybnd99) March 11, 2025 اتفاق للاندماج وفي وقت سابق، كشفت مصادر خاصة للجزيرة عن توصل الحكومة السورية لاتفاق مع أهالي ووجهاء السويداء بدمج كامل المحافظة التي تقطنها أغلبية درزية ضمن مؤسسات الدولة.وأوضحت المصادر أن الاتفاق يقضي بإلحاق الأجهزة الأمنية في السويداء بوزارة الداخلية السورية، وأن يكون عناصر الشرطة المحلية من أبناء المحافظة.كذا يقضي الاتفاق أن تعين الحكومة السورية محافظا وقائدا للشرطة لا يشترط أن يكونا من السويداء.يأتي ذلك بعد إعلان الرئاسة السورية -مساء أمس الاثنين- توقيع اتفاق يقضي باندماج قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ضمن مؤسسات الدولة، والتأكيد على وحدة الأراضي السورية ورفض التقسيم.لقاء حاسم وقالت وكالة الأنباء السورية إن الرئيس أحمد الشرع التقى محافظ السويداء الدكتور مصطفى البكور وعددا من نشطاء المحافظة في قصر الشعب بدمشق.وأشارت إلى أن الحاضرين تبادلوا الحديث حول القضايا الوطنية والمحلية، وأكدوا على “أهمية هذه المرحلة التاريخية من عمر سوريا والتي يصبو خلالها السوريون إلى وطن تسوده العدالة والقانون والتمثيل العادل لكل أطياف الشعب السوري، رغم الظروف الإقليمية والدولية الصعبة والمخططات التي تحاك ضد وحدة سوريا، أرضا وشعبا”.وقد رفع ناشطون العَلم السوري ظهر اليوم في ساحة الكرامة فوق مبنى محافظة السويداء بعد اتفاق بين الحكومة السورية وأهالي ووجهاء السويداء. الشرع اجتمع مع وفد من محافظة السويداء ضم نخبة من المثقفين والأكاديميين (مواقع التواصل) الزعامة الروحية بدوره، أكد حكمت الهجري الزعيم الروحي للطائفة الدرزية بسوريا، في وقت سابق، تمسكهم بوحدة البلاد ورفض أي مشاريع تقسيم، مشددا على أن مشروعهم وطني سوري بامتياز.وقال الهجري إن “وحدة سوريا أرضا وشعبا” تمثل موقفا ثابتا، مؤكدا عدم مناقشة أي أفكار تتجاوز ذلك. وأضاف أنهم لا يسعون بأي شكل إلى الانقسام أو التقسيم، بل يهدفون إلى الحفاظ على جذورهم.ويشكّل الدروز -ومعقلهم الرئيسي في سوريا محافظة السويداء- نحو 3% من سكان سوريا.وأحدثت تصريحات إسرائيلية مؤخرا بلبلة في سوريا، بعدما قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس مطلع الشهر الجاري إنه “إذا أقدم النظام على المساس بالدروز فإننا سنؤذيه”، وذلك إثر اشتباكات محدودة في مدينة جرمانا الواقعة في ضواحي دمشق والتي يقطنها دروز ومسيحيون ومكونات أخرى.وأبدى قادة ومرجعيات دينية درزية رفضهم للتصريحات الإسرائيلية، وأكدوا تمسكهم بوحدة سوريا، وهو ما أكده الشرع بدعوته المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل للانسحاب “الفوري” من مناطق توغلت فيها بجنوب سوريا.