القصف الجوي على خزان جديد بشرق دارفور يسفر عن مأساة إنسانية

كشف شهود عيان في بلدة خزان جديد، الواقعة على بعد 80 كلم شمال غرب الضعين عاصمة ولاية شرق دارفور، عن أوضاع إنسانية مأساوية بعد قصف جوي شنه طيران الجيش أول أمس الخميس. وأطلق ناشطون في البلدة وخارجها نداء استغاثة عاجلاً لجمع التبرعات وتقديم المساعدات للمتضررين، وناشدوا المنظمات الدولية والوطنية بالتدخل السريع لحماية المدنيين وضمان عدم استهداف المناطق التي تأوي النازحين. وأثار القصف الجوي موجة تضامن واسعة مع المدنيين، ونداءات بالتدخل العاجل بعدما خلف 12 قتيلاً و61 جريحًا، إلى جانب دمار واسع في الممتلكات وحريق كامل لحي الوحدة وأجزاء من سوق المدينة. وكشفت غرفة طوارئ خزان جديد عن تلقيها منحة مالية طارئة بقيمة 5,000 دولار من مجلس طوارئ دارفور، بهدف تقديم مساعدات عاجلة للمتضررين، في إطار الاستجابة الطارئة في ظل أوضاع إنسانية متدهورة. وقال القيادي الأهلي في خزان جديد محمد آدم إسحق لـ”دارفور24″ إن “القصف الجوي كان غير مبرر، حيث لا توجد أي مظاهر مسلحة لقوات الدعم السريع أو أي قوة عسكرية أخرى داخل البلدة”. وأضاف: “الهجوم أسفر عن مقتل وجرح العشرات من المدنيين، إلى جانب احتراق حي الوحدة بالكامل، ما تسبب في خسائر كبيرة في المحاصيل والمنازل، التي لا يزال الحريق مشتعلاً فيها بسبب بنائها من المواد المحلية مثل القش، بينما ينشغل الأهالي بعلاج الجرحى، خاصة الأطفال والنساء وكبار السن.” وأشار إسحق إلى أن معظم الجرحى نُقلوا إلى نيالا في جنوب دارفور والضعين في شرق دارفور، لتلقي العلاج وإجراء العمليات الجراحية. وفي السياق، قالت مناهل هارون، وهي نازحة من نيالا لجأت إلى خزان جديد منذ مارس الماضي، إنهم تفاجأوا بقصف عنيف استهدف حي الوحدة، مما دفع الجميع إلى الفرار خارج البلدة. وأضافت: “رأينا أعمدة الدخان تتصاعد وأصوات الصراخ تتعالى بينما الطائرة تحلق في السماء وتلقي مزيدًا من القذائف على البلدة.” وكشف أحد المتطوعين في البلدة ــ فضل الترميز له بأبو صالح ــ لـ”دارفور24″، عن معاناة السكان من نقص حاد في الأدوية الضرورية والمستهلكات الطبية، بالإضافة إلى شُح الغذاء وانعدام المياه الصالحة للشرب. وأفاد المتطوع أن البلدة بحاجة ماسة إلى مستشفى ميداني لمعالجة الحالات الطارئة التي تواجه المواطنين. وأضاف: “أن الفرق التطوعية تعمل حالياً على حصر الخسائر وبناء مساكن مؤقتة للأسر التي فقدت منازلها جراء الحرائق الناجمة عن القصف الجوي، في محاولة لتخفيف معاناة المتضررين وتوفير مأوى آمن لهم.” وتأوي منطقة خزان جديد، الواقعة على بعد 80 كلم شمال غرب الضعين، آلاف النازحين الذين فروا من المعارك الدائرة في ولايات شمال وجنوب دارفور. دارفور24