لبنانيون يبحثون عن قتلاهم في قرى مدمرة مع انسحاب إسرائيل

reuters_tickers تم نشر هذا المحتوى على 18 فبراير 2025 – 20:31 4دقائق من إميلي ماضي كفركلا (لبنان) (رويترز) – عاد سكان جنوب لبنان إلى قراهم المدمرة يوم الثلاثاء بحثا عن جثث ذويهم الذين قتلوا في الحرب التي اندلعت العام الماضي بين إسرائيل وجماعة حزب الله مع انسحاب القوات الإسرائيلية من معظم الأراضي. وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إن إسرائيل ستكمل انسحابها من الجنوب يوم الثلاثاء للوفاء بالموعد النهائي المحدد بموجب وقف إطلاق النار الذي تدعمه الولايات المتحدة، لكنها ستبقى مؤقتا في خمس نقاط تعد ضرورية لأمنها. وقال حزب الله، الذي تعرض لضربات قاصمة في الحرب، إن إسرائيل لا تزال تحتل أراض لبنانية وحمل الدولة اللبنانية مسؤولية إخراج القوات الإسرائيلية. وفي قرية كفركلا الواقعة على خط المواجهة، لم يبق سوى مبنى واحد قائما. وقالت ساكنة تدعى نهى حمود إنها وصلت إلى الحي الذي كانت تعيش فيه لكنها لم تتمكن من تحديد مكان منزلها. وأضافت أن الحي بأكمله تعرض للتدمير. وأشارت إلى أن أفراد الإنقاذ انتشلوا عدة جثث من تحت الأنقاض، كما عثروا على شخصين ما زالا على قيد الحياة. وذكرت المديرية العامة للدفاع المدني اللبناني يوم الثلاثاء أنها انتشلت 23 جثة من تحت الأنقاض في قرى كفركلا وميس الجبل والعديسة ومركبا في جنوب لبنان. وقالت مصادر محلية إن من عثر عليهم أحياء وأموات هم من مقاتلي حزب الله الذين قُتل الآلاف منهم في الحرب. وقال السياسي اللبناني الكبير علي حسن خليل، الذي ينحدر من الجنوب، إن مئات السكان ذهبوا لتفقد أكثر من ست قرى صار الوصول إليها ممكنا، مضيفا أن الجيش اللبناني لا يزال يعمل على فتح الطرق. وأضاف أن استمرار بقاء القوات الإسرائيلية ينكأ جراحا. أدى الصراع إلى نزوح عشرات الآلاف من الإسرائيليين من شمال إسرائيل وما يربو على مليون من لبنان، واندلع عندما بدأ حزب الله في إطلاق الصواريخ على إسرائيل في الثامن من أكتوبر تشرين الأول 2023 تضامنا مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة. كما زار بعض السكان يوم الثلاثاء تجمع مسغاف عام السكني الإسرائيلي القريب من الحدود مع لبنان وزرعوا به أشجارا. وقال ساكن يدعى دانيال مالك “على الرغم من أننا اضطررنا للإخلاء، ظلت قلوبنا هنا”. وأضاف “نريد حقا العودة لكن قدرا كبيرا من عدم اليقين لا يزال يحيط بنا لأننا لا نعرف متى سيكون الوضع آمنا”. أرسلت إسرائيل قوات إلى الجنوب خلال عملية عسكرية كبرى ضد حزب الله، في ذروة الأعمال القتالية التي استمرت لمدة عام تقريبا بعد اشتعال فتيل الحرب في غزة. ووجهت إسرائيل ضربات قوية للجماعة المدعومة من إيران، مما أسفر عن مقتل أمينها العام حسن نصر الله والآلاف من مقاتليها، وهو ما أدى إلى إضعافها بشكل كبير.