حملة اعتقالات واسعة للمدنيين وانفلات الأمن في نيالا بجنوب دارفور
واصلت قوات الدعم السريع في مدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور، حملة الاعتقالات الواسعة للمدنيين والعسكريين، مع تزايد أعمال النهب المسلح والعنف وانفلات الأمن في المدينة. وتأتي حملة الاعتقالات الجديدة عقب الغارات الجوية التي شنها الجيش على عدد من أحياء نيالا طوال الأسبوع المنصرم. وقال شاهد عيان في المدينة ــ طلب أن يرمز لاسمه بـ “إسحاق” ــ إن قوة مسلحة تتبع لقوات الدعم السريع على متن سيارة قتالية رباعية الدفع قامت باعتقال المواطن محمدين حامد من منزله بأحد أحياء مدينة نيالا إلى مكان مجهول. وأشار إلى أن أسرته لا تعرف مكان اعتقاله. وفي السياق، كشف أحد المواطنين ــ فضل حجب اسمه ــ لـ “دارفور24” عن عمليات اعتقال منظمة للمواطنين من داخل السوق الشعبي جنوب نيالا من قبل أفراد يدّعون تبعيتهم لاستخبارات الدعم السريع. وقال إنه يتم اقتياد المواطنين من داخل أماكن الإنترنت عبر الأقمار الصناعية “ستارلينك” والقهاوي إلى الارتكازات داخل السوق. وذكر أن من بين من تم اقتيادهم، يوم الخميس، أحمد عبدالله وسليمان بخيت وآخرين بتهمة التعاون والتنسيق مع الجيش السوداني والتخابر معه، وتم تغريمهم مبالغ مالية كبيرة ثم أُطلق سراحهم. وتابع: “يتم توجيه تهمة التعاون والتنسيق مع الجيش والتخابر معه، وفي حالة عدم إثبات ذلك يتم إجبارك على دفع مبلغ مالي لا يقل عن 500 ألف جنيه لإطلاق سراحك أو ترحيلك إلى قسم الشرطة لإكمال إجراءات اعتقالك في مراكز الاحتجاز”. وكشفت ثلاثة مصادر متطابقة في قوات الدعم السريع عن وجود أفراد متفلتين يقومون باعتقال المدنيين بغرض ابتزازهم وإجبارهم على دفع مبالغ مالية كبيرة مقابل إطلاق سراحهم، دون أي إجراءات رسمية. وذكر أحد المصادر لـ “دارفور24” أن حملة الاعتقالات التي تقوم بها إدارة الاستخبارات تتم بصورة رسمية وفي معتقلات معروفة، ويتم إطلاق سراح كل من لا علاقة له بالتخابر مع الجيش أو لديه سجل سابق بأحد الأجهزة الأمنية. وقُتل، الأربعاء الماضي، الشاب مصطفى عثمان ماني أمام منزله بحي خرطوم بليل شمال المدينة، على يد مسلحين مجهولين يستقلون دراجة نارية وسيارة لاندكروزر رباعية الدفع، حيث قاموا بإطلاق الرصاص عليه وملاحقته أثناء إسعافه لأحد العيادات العلاجية بالحي لمعرفة وفاته من عدمه، وفقًا لرواية شقيقته لـ “دارفور24”. وتعرض المواطن أحمد حمادي جبريل من حي خرطوم بليل، مساء الخميس، لإطلاق رصاص أمام منزله، حيث نُقل على إثره للمستشفى لتلقي العلاج. وقال أبو إبراهيم ــ أحد أقارب حمادي ــ لـ “دارفور24” إن قوة مسلحة مجهولة قامت بنهب عدد من السكان، ورفض أحمد تسليم سلاحه الشخصي، فتعاركوا معه وأطلقوا الرصاص عليه ونهبوا السلاح، ليتم نقله للمستشفى. وتوعد رئيس الإدارة المدنية بجنوب دارفور التابعة لقوات الدعم السريع، محمد أحمد حسن، بحسم المتفلتين ومحاكمتهم بصورة فورية. وقال حسن أمام عدد من المصلين بأحد مساجد نيالا: “إن بعض المتفلتين أصبحوا يبتزون المواطنين في أحياء المدينة ويزعزعون الأمن، ولن يتم التسامح معهم. يجب على المواطنين التبليغ الفوري أو تصوير الجناة للقبض عليهم لاحقًا”. وتابع: “قمنا بالقبض على 100 متفلت وأودعناهم سجن نيالا بعد إعادة فتحه، وسنلاحق البقية حتى ينعم المواطن بالأمن”. وكشف عن بدء عمل النيابة والمحكمة والشرطة بصورة منتظمة لضبط الأمن واتخاذ مجريات العدالة وفق القانون. دارفور24