محادثات جنيف .. محاذير الجيش واجندة المليشيا 

الكرامة: هبة محمود

على مختلف المنابر الإقليمية والدولية، تنشط مساعٍ وجهود حثيثة لبحث أزمة السودان ووقف القتال الدائر منذ أكثر من عام، في وقت ظلت فيه الحكومة السودانية، تجدد موقفها حيال تلك الجهود، بأن لا حل الا عبر منبر جِدة الذى اقر خروج المليشيا من الاعيان المدنية ومنازل المواطنين.

وبالتزامن مع جهود الاتحاد الأفريقي للقوى السياسية المدنية في السودان، للتوافق وبحث صيغة لوقف الحرب، انطلقت امس الأول مباحثات جنيف، لبدء محادثات غير مباشرة حول “وقف محتمل لإطلاق النار” يهدف إلى تسهيل وصول وتوزيع المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين.

وعلى الرغم من أن المباحثات تهدف إلى وقف إطلاق النار وتسهيل المساعدات الإنسانية، الا ان المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أفاد في تصريح الخميس، أنه تمت دعوة الوفدين لحضور مناقشات مع المبعوث الامريكي الخاص للسودان، توم بيرييلو، “لكن للأسف أحد الطرفين تغيب” فيما اكتمل النقاش مع الوفد الآخر.

انسحاب الجيش

ونقلت تقارير صحيفة عن مصادر، إنسحاب الجيش من المحادثات، و قال ستيفان دوجاريك إن لعمامرة دعا لاستئناف المناقشات امس الجمعة.

وفيما يرى متابعون أن المحادثات تتعلق بتسهيل وإيصال المساعدات الإنسانية، افادت مصادر ل “الكرامة” سعى مليشيا الدعم السريع عبر تلك المحادثات لإدخال المساعدات الإنسانية والاستفادة من ذلك بذريعة تدهور الوضع الإنساني.

وقال مراقبون أن أي هدنة أومحاولات لوقف إطلاق النار، تعتبر في صالح الجنجويد، الامر الذي يمكنهم من إدخال المزيد من الإمداد الحربي،  وترتيب وإعادة صفوفهم.

في مقابل ذلك انتقدت مجموعات إنسحاب وفد الجيش رغم تلبيته الدعوة، ووصوله إلى جنيف، في ظل الأوضاع الإنسانية السيئة التي تعيشها مناطق النزاع، لكن يذهب خبراء ومحللون استراتيجيون إلى أن انسحاب الجيش يأتي وفق تضمين بنود سياسية وصفوفها بالمفخخة، جعلت الوفد ينسحب.

جهود ناعمة

والخميس الماضي أعلن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، بإن الأمم المتحدة تأمل في دفع العملية بين الجيش والدعم السريع في مفاوضات جنيف حول المسار الإنساني إلى الأمام، ولا ترغب في الإفصاح عن المعلومات حول المباحثات حتى لا ترفع سقف التوقعات.

ويرى الأكاديمي والمحلل السياسي د. محمد عثمان عوض الله، إن المجتمع الدولي لديه أهداف معينة في السودان، ولديه وسائل محددة لتنفيذ أغراضه، أي كانت تلك الوسائل.

مؤكدا في افادته ل (الكرامة) ، إن فشل مساعي الغرب في تنفيذ اطماعه واهدافه عبر الحرب والمرتزقة والانتقاص من شرعية الحكومة، وغيرها من الوسائل، جعلته يستخدم وسائل الناعمة لتحقيق أهدافه، منها دعوات الحوار السوداني سوداني، وبحث دائم لإيقاف إطلاق النار وغيرها من وسائل.

وبحسب مصادر نقلا عن تقارير صحفية، فان الوفد الحكومي برئاسة مفوض العون الانساني سلوى آدم بنيه  وعدد من أعضاء اللجنة الفنية للشأن الإنساني، وعضوية اللواء محجوب  فقيري رئيس الوفد التفاوضي لمحادثات جده ممثلاََ للقوات المسلحة.

مساع حميدة

والأسبوع الماضي، طلب رمضان لعمامرة، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان، من قائدي الجيش والدعم السريع إرسال وفدين إلى سويسرا لبدء محادثات غير مباشرة حول حماية المدنيين وتسهيل وصول العون للمتضررين من القتال تحت رعاية الأمم المتحدة.

وتأتي خطوة لعمامرة، استنادًا إلى تكليفه من مجلس الأمن، وفقًا للقرار 2740، باستعمال مساعيه الحميدة لوقف القتال في السودان. كما حث مجلس الأمن في قراره رقم 2736  كذلك على وقف التصعيد في الفاشر، والسماح بتيسير وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق في جميع أنحاء البلاد، وضمان حماية المدنيين.

وطلب مجلس الأمن من الأمين العام، بالتشاور مع السلطات السودانية وأصحاب المصلحة الإقليميين، تقديم توصيات إضافية لحماية المدنيين في السودان، بالاستناد إلى آليات الوساطة والمساعي الحميدة القائمة. كما حث على السعي لوقف فوري للأعمال العدائية مما يؤدي إلى حل مستدام للنزاع من خلال الحوار.

طوق إنقاذ

ويذهب المحلل السياسي محجوب محمد إلى أن محادثات جدة تعتبر خطوة مهمة في طريق إيصال المساعدات الإنسانية للمواطنين المتأثرين بالحرب، لكن يرى انها تمثل طوق انقاذ للمليشيا.

و يؤكد في حديثه ل الكرامة أن مليشيا الدعم السريع ابعد ما تكون عن الهم الإنساني للمواطنين، مشيرا على انها قامت بانتهاكات وثقتها تقارير أممية حيال المدنيين العزل.

ويعتبر محجوب ان مباحثات جنيف وسيلة لانعاش المليشيا في ظل دعم المجتمع الدولي الكبير لها، منوها على أن عقد مباحثات في ظل تأكيد الجيش على إلتزامه بمنبر جدة وضرورة إلتزام المليشيا بتنفيذ مخرجات، يهدف إلى وضع الجيش موضع المتعنت الرافض للسلام.

 هدنة قصيرة

وتستهدف الأمم المتحدة من خلال مفاوضات جنيف، دفع الجيش والدعم السريع للقبول بصيغة متفق عليها لإدخال المساعدات إلى المناطق التي تشتعل فيها المعارك العسكرية، ومن بين المقترحات الموضوعة على طاولة الوسطاء الدوليين هدنة قصيرة للأغراض الإنسانية.

في مقابل ذلك رحب الحزب الاتحادي الديمقراطي بقيادة مولانا محمد عثمان الميرغني ونائبه السيد محمد الحسن الميرغني بانطلاق المباحثات غير المباشرة بين قوات الشعب المسلحة والدعم السريع بتيسير الأمم المتحدة من أجل الوصول لوقف محتمل لاطلاق النار فى مناطق محدده للأغراض الإنسانية من أجل تسهيل وصول وتوزيع المساعدات وحماية المدنيين.

وقال المتحدث الرسمي باسم الحزب ياسر الأمين محى الدين فى بيان، انهم يشجعون على ضرورة الوصول إلى وقف إطلاق نار للأغراض الإنسانية بما يضمن انسياب المساعدات لمستحقيها وحماية المدنيي.

وأضاف فى ظل هذه الأوضاع المتدهورة التى تعيشها البلاد جراء النزاع المدمر حيث يواجه 25مليون شخص مستويات حادة من الجوع و9مليون طفل من انعدام الأمن الغذائي حسب تقديرات الوكالات الاممية فإننا نشجع الطرفين للوصول إلى اتفاق .