وزير نائب الخارجية السعودي.. جدة واجندة اخرى

تقرير_ محمد جمال قندول
وصل نائب وزير الخارجية السعودي وليد بن عبد الكريم الخريجي، في زيارة استمرت لساعاتٍ التقى خلالها رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة، ثم عاد مغادرًا إلى بلاده.
وتعد هذه الزيارة هي الأولى لمسؤول سعودي منذ اندلاع الحرب بعد تمرد ميليشيات الدعم السريع، حيث كانت رحلة الخريجي لبورتسودان محل اهتمام إعلامي كبير لجهة أنها تأتي في ظل تطورات المشهد الأمني والسياسي بالبلاد.
استئناف منبر جدة
وفور وصوله التقى رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة، نائب وزير الخارجية السعودي، وذلك بحضور وكيل وزارة الخارجية السفير حسين الامين، ومدير عام جهاز المخابرات العامة الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل.

وذكر وكيل وزارة الخارجية السفير حسين الامين في تصريحات صحفية بحسب إعلام مجلس السيادة الانتقالي، أنّ لقاء نائب وزير الخارجية بالقيادة السودانية، استعرض سبل استئناف منبر جدة، مشيرًا إلى أنّ رئيس المجلس السيادي أكد حرص السودان على إنجاح منبر جدة باعتباره أساسًا يبنى عليه مع التأكيد على ضرورة تنفيذ ما تم الاتفاق حوله في مايو 2023.
وأضاف وكيل وزارة الخارجية، أن نائب وزير الخارجية السعودي نقل لرئيس مجلس السيادة تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، مبينًا أنّ الضيف السعودي أكد خلال اللقاء حرص المملكة العربية السعودية على أمن واستقرار السودان ودعمها اللامحدود له باعتبار أن استقرار السودان له تأثير مباشر على أمن واستقرار المنطقة، مشيرًا إلى الموارد الضخمة التي يذخر بها السودان في مختلف المجالات.ح
وأعرب رئيس مجلس السيادة عن شكره وتقديره لمواقف المملكة العربية السعودية الداعمة لأمن واستقرار السودان، لافتًا للعلاقات الأخوية التي تربط بين الشعبين الشقيقين.
ملفاتٍ إقليمية
من جانبه، يرى الخبير والمحلل السياسي السفير العبيد المروح، بأن الزيارة توضح تصاعد اهتمام المملكة بالملف السوداني خاصة بعد أنْ أصبح من المحتمل أنْ يبتعد الملف عن جدة على ضوء الحديث عن توسعة المسهلين بمنبر جدة والتدخلات الغربية عبر الاتحاد الإفريقي ومنظمة الإيقاد.
ويضيف المروح أنّ المملكة تراقب عن قرب هذه التطورات ورغم انشغالها بملفات إقليمية ودولية أخرى إلا أنها في تقديري رأت أنْ تبقي على دورها الفاعل في الأزمة السودانية. ويشير محدثي إلى أنّ زيارة المسؤول السعودي حملت رسائل ليست من الرياض فحسب وإنما أيضًا من حلفائها الإقليميين والدوليين وهي تتويج لاتصالاتٍ سابقة غير معلنة بين القيادة بالسعودية والقيادة السودانية.
ثلاث ملفات
ولكن للكاتب الصحفي والمحلل السياسي أسامة عبد الماجد رأي مختلف، إذ يقول إنّ العلاقات بين الخرطوم والرياض ترتكز دائمًا وتحمل في باطنها الصبغة الأمنية، كما أنّها ترتكز على ثلاث ملفات، الأولى أمن البحر الأحمر، والثانية ملف الحوثيين باعتبار أنّ السودان لديه علاقات قديمة مع اليمن تتجاوز الصلات مع كل دول المنطقة، تتسم بقدر كبير من الدفء خاصة وأنّ البعثات التعليمية كانت تركز على السودانيين، أما الملف الثالث فهو “عاصفة الحزم”، حيث لم يتوان السودان في مساندة المملكة العربية السعودية عسكريًا وابتعاث الآلاف من جنوده للسعودية، ثم إسناد سياسي ودبلوماسي لموقف المملكة، فيما تولى الرئيس البشير شخصيًا المِلف.
وفي خواتيم العام 2020، كان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان قد زار الخرطوم كأرفع مسؤول سعودي يزور السودان بعد ذهاب نظام الإنقاذ، ومن كواليس تلك الزيارة أنّ الأمير فيصل قد ناقش مِلف تجمع الدول المشاطئة للبحر الأحمر.