حمدوك : (بورتسودان بعيدة).. ومخاوف اخرى
الكرامة: هبة محمود
خلال لقائه مع مجموعة من الإعلاميين بمدينة بورتسودان، امس الاول الخميس، قال قائد الجيش عبد الفتاح البرهان ان رئيس تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية ” تقدم ” د. عبد الله حمدوك شكا من أن بورسودان بعيدة عليه، مطلقا تساؤله حول أيهما أبعد، بورسودان أم أديس أبابا ونيروبي؟
تصريحات البرهان على لسان الإعلاميين، أثارت جدلا واسعا حول مساعي حمدوك في حل الأزمة السودانية وإيقاف الحرب، في ظل مخاوف (مكتومة) من العودة إلى بلاده مجددا.
واعتبر متابعون تعذر رئيس تنسيقية تقدم للبرهان ببعد المسافة، محاولة منه لرفع الحرج تخوفا من العودة عقب الاتهامات التي توجه له بمساندة مليشيا الدعم السريع، ما يفتح الباب على مصرعيه للتساؤلات حول ازدواجية الرجل في التعامل مع الملف الشائك، ومخاوفه من الحل الداخلي والبحث عن حلول خارجية، فكيف يتعامل رئيس الوزراء السوداني السابق مع هذه الأزمة، وهل يمكن أن يكون جزء من التسوية ام خيارا من خيارات الحرب؟
جلباب جديد
ومع إندلاع الحرب في الخرطوم منتصف أبريل من العام الماضي، عاد د. عبد الله حمدوك إلى المشهد مجددا، يقود تحالف قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي، لكن بجلباب جديد تحت مسمى تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم”.
عاد حمدوك وفق مراقبين يحمل معه مسعاه لوقف الحرب، وفي البال ذات القبول القديم والشعبية الواسعة التي نصبته رئيسا للوزراء عقب اندلاع ثورة ديسمبر 2018، لكن لم تكلل مساعيه بالنجاح، سيما أعقاب اعلان أديس أبابا الذي وقعته التنسيقية مع قائد مليشيا الدعم السريع.
وبحسب محللين سياسيين فان حمدوك أخطأ بالتوقيع مع حميدتي اتفاق، لاعتبار ان الوساطة تحتم عليه جمع الفرقاء على طاولة واحدة ووقف الحرب، على أن تترك الجوانب السياسية لاحقا.
أجندة خارجية
ويؤكد كثير من المراقبين على أن د. عبد الله يقوم بتنفيذ أجندة خارجية في التعامل مع الأزمة الراهنة، تحتم عليه العمل تحت مظلة قوى إقليمية ودولية وهو ما افصح عنه البرهان خلال لقائه مجموعة الإعلاميين، بالتعذر عن أن بورسودان بعيدة عليه.
ويرى المحلل السياسي محجوب محمد أن الذي يقود وساطة يذهب إلى الفرقاء كل في مكانه دون تعذر ببعد مسافة او غيرها كما فعل رئيس تنسيقية تقدم، غير ان مخاوف حمدوك من التحفظ عليه بسبب مناصرة المليشيا كانت أكبر.
وشدد في إفادة ل “الكرامة” على أن حمدوك لا يتحرك من تلقاء نفسه وانما بخطى دولية مرسومة بعناية، واصفاً إياه ب”الدمية” المتحركة.
وقال: ان تعذر حمدوك للبرهان يؤكد على أن الرجل غير محايد في قضية بلاده، ما جعله يتخوف من العودة إلى وطنه.
لقاء عاجل
وفي ديسمبر الماضي قال د. عبد الله حمدوك، إنه طلب لقاء بشكل عاجل مع قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد المليشيا محمد حمدان دقلو (حميدتي) بغرض التشاور حول السبل الكفيلة لوقف الحرب.
وفيما لبى قائد المليشيا ، الدعوة والتقى بوفد التنسيقية، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في الثاني من يناير الماضي وأصدرا “إعلان أديس”، أكدت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” عدم تلقيها موافقة رسمية بتحديد مكان وزمان اللقاء من قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، حتى الآن.
وبحسب مصادر ل “الكرامة” فان المكان كان هو المحك في لقاء البرهان قيادات تقدم، وهو ماصرح به حيث تصر التنسيقية على اللقاء خارج بورسودان فيما يصر البرهان على لقاء الداخل.
حجة ميتة
وبعيدا عن جدلية المكان، يظل السؤال المهم في الامر كله، هو قدرة الرجل على أحداث اختراق في الملف الإنساني والعسكري ” بحياد ” دون انحياز لأي طرف من الأطراف.
ووفق المحلل السياسي خالد عبدالرحمن فان تصريحات البرهان حول ما وصفها ب” حجة حمدوك ببعد مدينة بورسودان ” تعتبر “حجة ميتة”.
مؤكدا في حديثه ل الكرامة على أن حمدوك يعمل بتعليمات، وحتى يكون متوازن رمى بحجته على البرهان حين قالت تنسيقية تقدم انها لم تتلقى ردا على طلبها لقاء البرهان ببورسودان.
ويرى عبد الرحمن ان حمدوك ان التقى البرهان ام لم يلتقيه فلن يغير في المعادلة شيئا في الحرب المندلعة الان، مؤكدا على انه لن يكون باي حال من الأحوال خيارا من خيار التسوية.