“زواج الجنجويد بـ(تقدم) باطل”

بقلم: عادل الباز

1

ماذا استفاد صبي الانقاذ الخائب (الدعم) من زواجه بـ(تقدم)؟

يطيب لي في هذا المقال أن أتقدم بنصيحة خالصة للأشاوس الجنجويد وذلك ليس لوجه الله، إنما بغرض توعية هؤلاء الأوباش الذين لا يفقهون في السياسة وفن التحالفات السياسية شيئاً، ثم انى عمداً أقصد أن أفتنهم مع الحلفاء العملاء، وفي ظني أن ذلك ينفعهم في دنياهم الفانية وأسأل الله ألا ينفعهم في آخرتهم.. اللهم آمين .!

2

لو سألت أحد قادة الجنجويد سؤالاً موضوعياً، ماذا استفدتم من تحالفكم مع قحت منذ الاتفاق الإطاري وإلى الآن؟. مؤكد أنه لن يجد شيئاً استفادوا به من تحالفهم معهم سوى أنهم زادوهوهم خبالا. يعرف قادة الجنجويد أن حلفهم مع عويش العملاء كان حلف ضرورة، ومفروض عليهم من الكفيل (المأذون) الخارجي ولمَ لا.. كلاهما تحت خيمته ويتولى العناية بهما ويعتاشون على حسابه. ولذا أتوا إلى الحلف المريب طائعين وقابضين من الكفيل، جمعتهم فيها المصالح الشخصية وخدمة أجندة الكفيل.

3

حين فكر ودبر الكفيل وخطط للاستيلاء على السودان كان الجنجويد تحت إمرته قبل زمن كافٍ، ومنذ هيجة التغيير، بدأ يعمل على بناء جناح سياسي من قوى علمانية تشترك معه في عدائه للإسلاميين وليس لديها أدنى مانع أن تعمل تحت إمرته وفي خدمته حتى على حساب مصالح السودان.. صنف الكفيل القوى القابلة للبيع والشراء وأدخلها كلها تحت مظلة ما يسمى بـ الرباعية، ثم لاحقاً ألحقوا بالخيمة لاتمام زواج المتعة. بدأت خطوات الزواج إياه في الإطاري واختتمت بعد الحرب بمراسيم العرس الحرام بليلة في أديس وقع فيها نشطاء تقدم اتفاقاً مع الجنجويد برعاية الكفيل.

4

لا زال السؤال قائماً.. ماذا استفاد الجنجويد من علاقتهم بتقدم وقبلها قحت.؟. استفاد الجنجويد من عهد الكيزان فكونوا أنفسهم وأسسوا جيشاً جراراً، ومناجم ذهب وأصبحوا أثرى أثرياء القارة الأفريقية، وتحولوا إلى رجال دولة ذوي علاقات خارجية ممتدة، وبعد التغيير صعد حميدتي سياسياً فأصبح نائب رئيس البلاد بالباطل والتزوير، ثم استولى على اللجنة الاقتصادية، بل أصبح هو الآمر الناهي في النيابة والقضاء. باختصار أصبح هو ورهطه دولة داخل دولة، جيش أكثر من مائة ألف، مناجم ذهب بل جبال/ نفوذ سياسي/علاقات خارجية/ جهاز استخبارات/.. دولة فعلية داخل دولة.باختصار بعد التغيير قفز الجنجويدي بدعمه السريع إلى المجهول فهوى، وما يزال يهوي في قاع سحيق بلا قرار.

5

تدمرت عن آخرها مملكة (حميتي) الاقتصادية وتوقفت كل شركاته الاستثمارية عن العمل وهى تستثمر مليارات الدولارات، توقفت شركات إنتاج الذهب التابعة له وهي بالعشرات، ثم توقف التنقيب في منطقة سنقو بعد استهدافها بالطيران وهي المنطقة التي كان يهرب منها الذهب إلى الخارج بالأطنان. أربع بنوك تخص الدعم السريع دمرها المتمرد فانتهت إلى لا شيء بعد نهبها من مرتزقته ومصادرة ما تبقى منها. وضعت رقابة بالخارج على تحركات أمواله وبدأت الدوائر المالية الدولية تتابع مصادر أمواله القذرة وتفرض عقوبات متتالية عليه وعلى الأموال المنهوبة من عرق الشعب السودانى. أحال بغبائه مملكته المالية إلى العدم.
ماذا عن امبراطوريته العسكرية.؟.
تحولت من جيش نظامي إلى عصابات نهب، (شفشافة) متمردين، ومن جيش تحت رعاية الدولة إلى مليشيات إرهابية تقتل وتسرق وتغتصب، تحولت من قوة نظامية تحمى الدولة إلى قوى تستجلب المرتزقة لهدمها وانتهاك سيادتها. تحولت قوات الدعم السريع إلى قوة منفلته من أي معيار عسكري أو أخلاقي أو إنساني. سدرت في غيها فأصبحت تقتل على الهوية حتى وصلت لارتكاب جريمة الإبادة في الجنينة وغيرها. قريباً سيُطارد قادتها من قِبل المحكمة الجنائية الدولية، هذا ما حصدته المليشيات من انقلابها وحربها القذرة التي اتسمت بالخيانة والغدر. وليس ذلك فحسب بل فقدت مشروعيتها الأخلاقية والمجتمعية حين حولت حربها وبنادقها وتاتشراتها ليس لحرب الجيش بل إلى قتل المواطنين العزل في القرى والمدن (ود النورة نموذجاً).

6

في المقابل ماذا قدمت تقدم أو قحت سابقاً؟. هل قاتلوا معهم في صفوفهم الأولى أو المتأخرة؟

لا طبعاً، أبداً ..لا …
معقول الناس الكانوا بيهتفوا العسكر للثكنات والجنجويد ينحل يقاتلوا في صفوف ذات الجنجويد.. الانتقال من هتاف الجنجويد ينحل إلى التحالف مع قتلة الرفاق في الاعتصام كان يبدو مستحيلا ولكن حدث ..إيه يادنيا… ملعون أبو القرش الكفيل الوراهو مذلة.!!…
ديل الناس الكانو بيهتفوا بيقولوا الرصاصة ما بتكتل بقتل سكات الزول… لمن رصاص الجنجويد أصبح يقتل في كل الشعب سكتوا ولاذوا بالصمت المريب وجللهم العار.

7
ما هي القيمة السياسية المضافة التي كسبها الجنجويد من تحالفهم مع قحت؟

لا شيء… كان الأمل أن توفر قحت تغطية سياسية لمشروع الجنجويد وكفيلهم الانقلابي الاستيطاني ولكن هذه لم يقدروا عليها، فلم يستطيعوا أن يقوموا بتغطية سياسية كافية وحتى علاقتهم بالجنجويد ينكرونها (الشينة دائماً كده) ويدعون أنهم ليسوا بحلفاء لهم (عاوزين علاقة سرية تتم في الخفاء رغم أنه لا شيء يمكن ستره، فأصبح إنكارهم لعلاقاتهم مع الجنجويد مضحكة). لقد حاولوا أن ينسجوا لهم مشروعاً سياسياً فصنعوا ممن صنعهم (الكيزان) عدو له !! ثم وضعوا على أفواههم – وليس في رؤوسهم الفارغة – همهمات لا يفهموها، فطفقوا يرددونها كببغاوات تطنطن “بالهامش” تارة وأخرى “بدولة 56” ثم دولة الكيزان.. أعمى بس ومسكوهو العكاز.!!.
إعلامياً، لا يستطيع أيّاً من قادة (تقدم) أن يدافع عن مخازي حلفائهم الجنجويد علناً، لا يفعلون ذلك إلا وهم مستترين خلف كدمول كثيف من الهراء الذي يدلقونه على مسامع الناس في الفضائيات التي لم يعد يصدقها أحد.
هل منعوا عنهم عقوبات المجتمع الدولي؟.. ألف لا.. بدليل أنه كل يوم تتنزل على رؤوس قادة الجنجويد العقوبات الدولية والأوروبية والأمريكية وتفضحهم يومياً الصحافة العالمية.
هل توفر قحت أو تقدم أموالاً للجنجويد؟ أبداً لا، بل هم عالة على الجنجويد وعلى الكفيل. (بالمناسبة من هم قادة تقدم الذين فازوا بالإقامة الذهبية والشقق الفاخرة هناك.). سنعود.
هل أوقفوا مطاردة المحكمة الجنائية الدولية لهم.؟ لا وألف لا… بدليل هذا الحراك اللاهث الذي تقوم به المنظمات الإنسانية وهي تمارس ضغوطها على كريم خان مدعي المحكمة ليخرج كل يوم بتصريح يشير فيه إلى إدانة الإبادة والقتل الجماعي الذي ترتكبه المليشيات ويجمع هو أدلته ضدهم.

طيب، إذا كان كل ذلك حاصل، حلفاء معتصمين بالفنادق لا يقاتلون مع الأشاوس في حربهم القذرة، وليس لديهم مصادر لتمويل الحرب، كما هم يرتجفون من إشهار زواج المتعة مع حلفائهم، ويتهربون من الدفاع عنهم وما يقترفونه من جرائم في حق الشعب، ولم يستطيعوا أن يقنعوا الرأي العام المحلي أو الدولي بأن للجنجويد قضية، وأنهم يستحقون التعاطف. حتى الكدمول رافضين يلبسوه.!!

طيب… لا خيل ولا مال ولا إعلام عندهم… بذمتكم يا جنجويد حلفاء زي ديل تسوي بيهم شنو؟…. ليس لهم فائدة أو خير يرتجى الآن ومستقبلاً… لا شك أنكم تعرفون ذلك تماماً وتعرفون إنهم ينتظرونكم لتقهروا لهم خصومهم السياسيين وتحملونهم على تاتشراتكم إلى القصر…. ليبدأوا التآمر عليكم علناً.!!. أعرف أن كفيلكم الموحد هو من يضعكم في غرفة واحدة مع (تقدم) لعل وعسى ينجب زواج المتعة هذا ما يمكنه من السيطرة على البلاد والعباد.. ولكنهم لا يعلمون أن (تقدم) عاقر لن تلد لا ذكراً ولا أنثى… لا بالحلال ولا بالحرام، ولو مكثوا في تلك الغرفة المظلمة دهوراً وأشعلوا النار في البلاد من أقصاها إلى أقصاها كما يفعلون الآن.. لكن لن يحصد الكفلاء والجنجويد وأخدامهم سوى الرماد.
9
أيها الجنجويد، أنظروا إلى حالكم أين كنتم وأين أصبحتم الآن؟ .. لقد دخلت قحت وبعدها (تقدم) عليكم بالساحق والماحق والبلا المتلاحق، فأحالوا مملكتكم إلى غثاء أحوى، وجيشكم إلى عصف مأكول، وسوف لن ينجيكم الكفيل من خزى يومئذٍ.!!