حماس تنفذ موجة قتل في غزة وترجع السبب للجريمة ومخاوف أمنية
وكالات
تم نشر هذا المحتوى على 13 أكتوبر 2025 – 23:08 7دقائق من نضال المغربي القاهرة (رويترز) – سعت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) التي ضعفت بشدة خلال الحرب إلى إعادة تأكيد قوة موقفها في قطاع غزة منذ دخول وقف لإطلاق النار حيز التنفيذ، إذ قتلت ما لا يقل عن 33 شخصا في حملة أمنية على جماعات شكلت تحديا لسلطتها. وبدا أن الحركة قد تلقت موافقة أمريكية للاضطلاع بدور أمني مؤقت في القطاع الذي يسوده الدمار. وقال مصدران أمنيان في القطاع إن حماس أعادت نشر رجالها تدريجيا في شوارع غزة منذ بدء سريان وقف إطلاق النار يوم الجمعة وهي تتوخى الحذر تحسبا لانهياره فجأة. ونشرت الحركة يوم الاثنين أفرادا من كتائب عز الدين القسام، جناحها العسكري، لدى تحرير الرهائن الأحياء المتبقين ممن احتجزتهم قبل عامين في هجوم اندلعت بعده الحرب. وشكل ذلك تذكرة بأحد أكبر التحديات التي تواجه مساعي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لترسيخ اتفاق مستدام لقطاع غزة في ظل مطالبة الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى بنزع سلاح حماس. وأظهرت لقطات لرويترز عشرات من مقاتلي حماس وهم يصطفون عند مستشفى في جنوب القطاع وأحدهم يحمل شارة “وحدة الظل” التي تقول مصادر في حماس إنها الوحدة المسؤولة عن حراسة الرهائن. وقال أحد المصادر في غزة، وهو مسؤول أمني، إنه منذ وقف إطلاق النار، قتلت قوات حماس 32 من أفراد “عصابة تابعة لعائلة في مدينة غزة”، في حين قُتل ستة من أعضائها أيضا. وفي وقت لاحق يوم الاثنين، انتشر مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يظهر فيه عدة مسلحين ملثمين، بعضهم يرتدي عصابات رأس خضراء تشبه تلك التي ترتديها حماس، وهم يطلقون النار من أسلحة رشاشة على سبعة رجال على الأقل بعد إجبارهم على الجثو في الشارع. وحددت منشورات أن الفيديو صُور في غزة يوم الاثنين. وهتف المتفرجون المدنيون “الله أكبر” ووصفوا القتلى بأنهم “متواطئون”. ولم يتسن بعد لرويترز التحقق من أحداث الفيديو أو تاريخه أو موقعه. ولم يصدر بعد رد من حماس. وفي الشهر الماضي، قالت السلطات التي تقودها حماس إنها أعدمت ثلاثة رجال متهمين بالتخابر مع إسرائيل. وتم نشر فيديو القتل العلني على وسائل التواصل الاجتماعي. * دور مؤقت؟ تتصور الخطة التي طرحها ترامب تنحي حماس عن السلطة في قطاع غزة منزوع السلاح وتديره لجنة فلسطينية بإشراف دولي. وتدعو الخطة أيضا لنشر مهمة دولية لإحلال الاستقرار ستدرب وتدعم قوات شرطة فلسطينية. لكن ترامب ألمح في تصريحات أدلى بها وهو في طريقه للشرق الأوسط إلى أن حماس حصلت على ضوء أخضر لتباشر مؤقتا مهاما شرطية في القطاع. وقال ترامب ردا على سؤال من صحفي بشأن تقارير عن أن حماس تستهدف خصوما لها وتعتبر نفسها قوة شرطية “يريدون حقا وقف المشكلات وهم منفتحون في هذا الصدد وأعطيناهم موافقة لفترة من الوقت”. وبعد سريان وقف إطلاق النار، قال إسماعيل الثوابتة مدير مكتب الإعلام الحكومي في غزة التابع لحماس لرويترز إن الحركة لن تسمح بفراغ أمني وإنها ستحافظ على سلامة الناس والممتلكات. واستبعدت حماس إجراء مناقشات عن ترسانة أسلحتها وقالت إنها ستكون مستعدة لتسليم الأسلحة لدولة فلسطينية في المستقبل. وأضافت أنها لا تسعى لتولي دور في الهيئة التي ستحكم قطاع غزة مستقبلا لكن هذا يجب أن يتم الاتفاق عليه بين الفلسطينيين دون سيطرة أجنبية. * تنازع مع خصوم واجهت حماس عندما طال أمد الحرب تحديات داخلية متزايدة لسيطرتها على قطاع غزة من جماعات على خلاف معها منذ فترة طويلة ومرتبطة بعشائر هناك. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذا العام إن إسرائيل تسلح عشائر تعارض حماس دون أن يحددها. ويقول سكان في القطاع ومصادر من حماس إن الاشتباكات في مدينة غزة دارت بشكل أساسي بين الحركة وأفراد من عائلة دغمش. ولم يحدد مسؤول أمني من حماس العشيرة أو العائلة التي تستهدفها الحركة في مدينة غزة، ولم يفصح أيضا عما إذا كانت من المشتبه في تلقيها الدعم من إسرائيل. وأبرز زعماء العشائر المناهضين لحماس هو ياسر أبو شباب في منطقة رفح التي لم تنسحب إسرائيل منها بعد. وقال مصدر مقرب من أبو شباب لرويترز هذا العام إن المجموعة استقطبت مئات المسلحين بسبب عرضها رواتب مغرية. وتصف حماس أبو شباب بأنه متواطئ مع إسرائيل، وهو أمر ينفيه. وذكر المسؤول الأمني في غزة أن اشتباكات منفصلة أدت إلى “تصفية واحد من أخطر العملاء المجرمين والمطلوبين وهو الذراع اليمنى للعميل/ ياسر أبو شباب حيث تمت تصفيته وقتله. وحاليا يتم العمل على قطف رأس أبو شباب شخصيا وسيكون ذلك في القريب العاجل”. ولم يرد أبو شباب بعد على أسئلة بشأن تصريحات المسؤول الأمني. ولم يتسن لرويترز بعد التحقق مما قيل عن مقتل مساعده. ووجه حسام الأسطل، المناهض أيضا لحماس في خان يونس في مناطق تسيطر عليها إسرائيل، انتقادا حادا للحركة في رسالة مسجلة يوم الأحد وقال إن دورها وحكمها سينتهيان في القطاع بمجرد تسليمها الرهائن. وقالت المحللة الفلسطينية ريهام عودة إن تصرفات حماس تهدف إلى ردع جماعات تواطأت مع إسرائيل وساهمت في انعدام الأمن خلال الحرب. وأضافت أن حماس تسعى أيضا إلى إظهار وجوب مشاركة أفرادها الأمنيين في أي حكومة جديدة بقطاع غزة، لكن ذلك الأمر سترفضه إسرائيل. (إعداد سلمى نجم ومحمد أيسم للنشرة العربية – تحرير معاذ عبدالعزيز)