فرحة في إسرائيل وغزة بعد إعلان وقف إطلاق النار
وكالات
reuters_tickers تم نشر هذا المحتوى على 09 أكتوبر 2025 – 13:13 9دقائق من مات سبيتالنيك نضال المغربي ألكسندر كورنويل واشنطن/القاهرة (رويترز) – ابتهج الإسرائيليون والفلسطينيون يوم الخميس بعد الإعلان عن اتفاق لوقف إطلاق النار ومبادلة الرهائن والمعتقلين ضمن المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في قطاع غزة. وذكرت قناة القاهرة الإخبارية المصرية التابعة للدولة أن وقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ رسميا ظهر يوم الخميس بتوقيت المنطقة (0900 بتوقيت جرينتش)، عندما وقعه الطرفان في منتجع شرم الشيخ بمصر. وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الاتفاق لن يدخل حيز التنفيذ إلا بعد التصديق عليه من قبل مجلس الوزراء الإسرائيلي، الذي من المقرر أن يجتمع الساعة الخامسة مساء. وتحدث سكان غزة عن وقوع سلسلة من الغارات الجوية على مدينة غزة في وقت قريب من وقت التوقيع. وبموجب الاتفاق، سيتوقف القتال وتنسحب إسرائيل جزئيا من غزة وستفرج حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) عن رهائن احتجزتهم في الهجوم الذي اندلعت في أعقابه الحرب، مقابل إطلاق سراح معتقلين تحتجزهم إسرائيل. وقال مصدر مطلع على تفاصيل الاتفاق إن القوات الإسرائيلية ستبدأ الانسحاب خلال 24 ساعة من توقيع الاتفاق. وقال مسؤول إسرائيلي إن من المتوقع إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين العشرين الذين يُعتقد أنهم ما زالوا على قيد الحياة في غزة يوم الأحد أو الاثنين. واعتبر 26 رهينة آخرون في عداد الموتى، ولا يزال مصير اثنين مجهولا. وأشارت حماس إلى أن انتشال الجثث المتناثرة في أنحاء غزة ربما يستغرق وقتا. وأطلق الفلسطينيون وعائلات الرهائن الإسرائيليين احتفالات صاخبة بعد ورود أنباء الاتفاق. وفي غزة، التي نزح معظم سكانها البالغ عددهم أكثر من مليوني نسمة بسبب القصف الإسرائيلي، هلل الشباب في الشوارع المدمرة، حتى مع استمرار الغارات الإسرائيلية. * “كل قطاع غزة فرحان” قال عبد المجيد عبد ربه في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة “الحمد لله على وقف إطلاق النار ووقف شلال الدماء والقتل، وطبعا مش أنا لحالي بس فرحان، كل قطاع غزة فرحان، بل كل الشعب العربي وكل العالم فرحان بوقف إطلاق النار ووقف شلال الدماء”. وفي المنطقة التي باتت تعرف “بساحة الرهائن” في تل أبيب، احتفلت إيناف زوجاوكر، وابنها ماتان من آخر الرهائن المتبقين. وتجتمع عائلات الرهائن، الذين جرى اقتيادهم إلى غزة في الهجوم الذي قادته حماس قبل عامين، في هذه المنطقة للمطالبة بعودة ذويهم. وقالت، بينما ينعكس عليها الوهج الأحمر لشعلة احتفالية، “لا أستطيع أن أتنفس… لا أقدر أن أشرح ما أشعر به… إنه شيء خارج التصور”. وأضافت “ماذا أقول له؟ ماذا أفعل؟ سأعانقه وأقبله… سأخبره فقط أنني أحبه، هذا كل شيء. (عندما) تغوص نظرات عينيه في عيني.. إنها مشاعر طاغية.. هذه هي الطمأنينة”. ومع ذلك، قال فلسطينيون إن الغارات الإسرائيلية تواصلت على ثلاثة أحياء بمدينة غزة طوال الليل وحتى ساعات الصباح من يوم الخميس. وتصاعدت أعمدة الدخان فوق أحياء الشجاعية والتفاح والزيتون، لكن لم ترد أنباء عن وقوع إصابات. وقالت وزارة الصحة في غزة إن ما لا يقل عن تسعة فلسطينيين قُتلوا بنيران إسرائيلية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. * خطة من 20 بندا بعد يوم واحد فقط من الذكرى السنوية الثانية للهجوم الذي قادته حماس عبر السياج الحدودي وأعقبه اندلاع الحرب الإسرائيلية المدمرة على غزة، أسفرت المحادثات غير المباشرة الجارية في مصر عن اتفاق الطرفين على المرحلة الأولى من خطة ترامب المكونة من 20 بندا لإنهاء الحرب في القطاع الفلسطيني. لكن الاتفاق الذي أعلنه ترامب في وقت متأخر من مساء يوم الأربعاء جاء خاليا من التفاصيل وترك قضايا كثيرة دون حل مما قد يؤدي إلى انهياره، كما حدث خلال المساعي السابقة لإنهاء الحرب. ولا تزال الخطط الخاصة بشكل الحكم في غزة بعد الحرب والمصير النهائي لحماس، التي ترفض مطالب إسرائيل بالتخلي عن أسلحتها، قيد النقاش ولم تُحسم بعد. وقال ترامب في منشور على منصة تروث سوشيال “يشرفني أن أعلن أن إسرائيل وحماس وقعتا على المرحلة الأولى من خطتنا للسلام”. وأضاف “هذا يعني أن جميع الرهائن سيطلق سراحهم قريبا جدا، وستسحب إسرائيل قواتها إلى خط متفق عليه كخطوات أولى نحو سلام قوي ودائم ومستدام”. وقال نتنياهو عن الاتفاق “هذا نجاح دبلوماسي وانتصار وطني وأخلاقي لدولة إسرائيل”. لكن أحزاب اليمين المتطرف في الائتلاف الحاكم تعارض منذ وقت طويل أي اتفاق مع حماس. وقال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ممثل أحد هذه الأحزاب، إنه يجب تدمير حماس فور إعادة الرهائن. وأضاف أنه لن يصوت لصالح اتفاق لوقف إطلاق النار، لكنه لم يذهب إلى حد التهديد بإسقاط حكومة نتنياهو الائتلافية. وتدعو المرحلة التالية من خطة ترامب إلى تشكيل هيئة دولية بقيادة ترامب وتضم رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير للاضطلاع بدور في إدارة غزة بعد الحرب. وتقول الدول العربية التي تدعم الخطة إنها يجب أن تؤدي إلى دولة فلسطينية مستقلة في نهاية المطاف، وهو ما يقول نتنياهو إنه لن يحدث أبدا. ووصف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الاتفاق بأنه لحظة تاريخية. وقالت السعودية إن اتفاق غزة يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق سلام شامل وعادل في المنطقة. ورحبت الإمارات أيضا بالاتفاق وقالت إنها تأمل أن يشكل “خطوة إيجابية نحو إنهاء المعاناة الإنسانية” في غزة. * حماس: الاتفاق يتضمن “تبادل الأسرى” أكدت حماس توصلها إلى اتفاق لإنهاء الحرب، قائلة إن الاتفاق “يقضي بإنهاء الحرب على غزة وانسحاب الاحتلال منها ودخول المساعدات وتبادل الأسرى”، وذلك في إشارة إلى مبادلة الرهائن لديها بمعتقلين فلسطينيين في سجون إسرائيل. وقُتل أكثر من 67000 فلسطيني في الحرب الإسرائيلية على غزة، والتي اندلعت بعد أن اقتحم مسلحون تقودهم حماس بلدات إسرائيلية في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص واقتياد 251 رهينة إلى غزة. وبالتزامن مع الحرب، شن الجيش الإسرائيلي حملات قلبت موازين القوى في الشرق الأوسط لصالحه، فقتل قيادات كبيرة في جماعة حزب الله خلال حملة في لبنان وقتل قادة إيرانيين كبارا في حرب استمرت 12 يوما على إيران. لكن الغضب العالمي تصاعد ضد الحرب الإسرائيلية. ويقول عدد من خبراء حقوق الإنسان والباحثين وتحقيق للأمم المتحدة إن الحرب إبادة جماعية. فيما تصف إسرائيل أفعالها بأنها دفاع عن النفس بعد الهجوم الذي قادته حماس في 2023. (شاركط في التغطية داوود أبو الكاس وطوان جمركجي ودارين باتلر من أنقرة وجنى شقير وتالا رمضان من دبي ومعيان لوبيل من القدس وجون أيرش من باريس وأنجيلو أمانتي من روما وتريفور هونيكوت وستيف هولاند وديفيد مورجان من واشنطن – إعداد محمود رضا مراد ورحاب علاء للنشرة العربية)