بلهفة وترقب.. ألوف النازحين يهرعون لتفقد أطلال منازلهم بعد وقف النار في غزة
وكالات
بلهفة وترقب.. ألوف النازحين يهرعون لتفقد أطلال منازلهم بعد وقف النار في غزة reuters_tickers تم نشر هذا المحتوى على 10 أكتوبر 2025 – 14:45 5دقائق من نضال المغربي ومحمود عيسى القاهرة/غزة (رويترز) – بعد سريان وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة، بدأ آلاف الفلسطينيين يوم الجمعة التدفق نحو شمال غزة، بلهفة لرؤية ما تبقى من منازلهم المدمرة، وقلق وترقب لمزيد من المصاعب التي تنتظرهم. نزح جميع سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة تقريبا بسبب الحرب التي اندلعت في أكتوبر تشرين الأول 2023 بعد أن اقتحم مسلحون بقيادة حماس جنوب إسرائيل في هجوم أسفر، بحسب الإحصاءات الإسرائيلية، عن مقتل حوالي 1200 شخص واقتياد 251 رهينة إلى القطاع. ووفقا لمسؤولي الصحة المحليين، أسفرت الحرب الجوية والبرية التي شنتها إسرائيل عن مقتل أكثر من 67000 شخص، وحولت معظم القطاع الساحلي إلى مساحات شاسعة من الأطلال والحطام، وتسببت في كارثة إنسانية. قال الجيش الإسرائيلي إن اتفاق وقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في الساعة 12 ظهرا بالتوقيت المحلي (0900 بتوقيت جرينتش) يوم الجمعة. واندفع، بعد هذا الإعلان، جمع من الفلسطينيين سيرا على الأقدام بطول الطريق الساحلي في غزة نحو منازلهم السابقة في الشمال الذي تعرض للدمار على نطاق واسع. * احتفالات يشوبها خوف من المستقبل على الرغم من الاحتفالات بعد أنباء وقف إطلاق النار، يدرك كثير من الفلسطينيين تماما أنهم لم يبق لهم من الحياة التي كانوا يعيشونها قبل الحرب سوى القليل. قالت بلقيس، وهي أم لخمسة أطفال من مدينة غزة نزحت إلى دير البلح وسط غزة، لرويترز صباح يوم الجمعة “ماشي انتهت، شو بعد هيك؟ ما في دار أرجع لها”. وأضافت “دمروا كل شيء، عشرات آلاف الناس استشهدوا، وكل قطاع غزة صار ركام. وعملوا وقف إطلاق نار، هل يعني لازم انبسط؟ لا مش مبسوطة أنا”. ويشاركها نفس المشاعر مصطفى إبراهيم، وهو ناشط ومدافع عن حقوق الإنسان من مدينة غزة، والذي نزح أيضا إلى دير البلح، وهي واحدة من المناطق القليلة في القطاع التي لم تجتحها القوات الإسرائيلية وتسويها بالأرض. وقال “غابت الضحكات ونضب البكاء، لا آمال ولا أحلام، هروب من الذكريات والماضي القريب، أهل غزة هائمون وكأنهم موتى يتحركون بحثا عن مستقبل بعيد”. وهم بعض سكان مدينة غزة بالفعل بالعودة حتى قبل دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، حيث وصل بعضهم إلى حي الشيخ رضوان شمال غرب المدينة. * “بحر من الأنقاض” من بين هؤلاء إسماعيل زايدة، وهو أب لثلاثة أطفال يبلغ من العمر 40 عاما، والذي ذهب لتفقد منزله صباح اليوم الجمعة ودهش عندما وجده لا يزال سليما، ولكن وسط “بحر من الأنقاض”. وقال لرويترز في رسالة صوتية “الحمد لله بيتنا لسه واقف… لكن المكان كله دمار، البيوت في الحي تبعنا مدمرة، مربعات سكنية كاملة كلها راحت”. وبدأت المدرعات والجرافات الإسرائيلية بمغادرة غزة يوم الخميس، حسبما أظهرت لقطات فيديو متداولة على منصات التواصل الاجتماعي وتحققت منها رويترز. وأظهرت اللقطات التي بثتها رويترز أيضا دبابة يجري تحميلها على شاحنة نقل وترحيلها. وقال مصدر عسكري إسرائيلي لرويترز إن القوات الإسرائيلية بدأت في إعادة الانتشار على طول الخطوط التي حددها اتفاق وقف إطلاق النار. وقال الجيش في بيان إن القوات “تعدل مواقعها العملياتية” داخل غزة. وبالنسبة لبعض سكان غزة، فإن العودة حتى إلى بقايا منازلهم السابقة ترضيهم. وقال مهدي ساق الله (40 عاما) بينما كان يقف بجانب خيمة مؤقتة في وسط غزة “أول ما أسمعنا خبر الهدنة، وقف إطلاق نار، فرحنا كثير واستعدينا لأنه نرجع على غزة، على بيوتنا”. وأضاف “طبعا ما فيش بيوت، (البيوت) مهدمة، ولكن فرحتنا أنه نرجع مكان بيوتنا فوق الدمار.. برضو (أيضا) فرحة كبيرة”. (إعداد محمود رضا مراد للنشرة العربية – تحرير أيمن سعد مسلم)