إسرائيل تقتل أكثر من 100 في غارات جوية بعد مقتل جندي وتؤكد التزامها بوقف إطلاق النار

reuters_tickers تم نشر هذا المحتوى على 29 أكتوبر 2025 – 20:55 7دقائق من جنى شقير وإميلي روز ونضال المغربي القاهرة/القدس (رويترز) – قالت إسرائيل يوم الأربعاء إنها لا تزال ملتزمة بوقف إطلاق النار المدعوم من الولايات المتحدة في قطاع غزة، على الرغم من الغارات الجوية التي نفذتها على القطاع ردا على مقتل جندي إسرائيلي والتي أسفرت وفقا لما ذكرته السلطات الصحية في غزة عن مقتل 104 أشخاص. ورغم التأكيد على الالتزام بوقف إطلاق النار، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه شن غارة جوية أخرى في شمال غزة وبرر ذلك بوجود أسلحة مخزنة هناك. وقال مسعفون إن شخصين لقيا حتفهما في تلك الغارة. وأثار مقتل جندي إسرائيلي في غزة يوم الثلاثاء أسوأ تصعيد في القطاع منذ دخول وقف إطلاق النار، الذي توسط فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيز التنفيذ في العاشر من أكتوبر تشرين الأول، بعد حرب دامت عامين وبدأت بهجمات قادتها حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على إسرائيل. وتقول إسرائيل إن الجندي قُتل في هجوم لمسلحين على منطقة داخل “الخط الأصفر” وهو خط الانتشار المتفق عليه ضمن اتفاق وقف إطلاق النار. ورفضت حماس الاتهام. ووصفت إسرائيل أحدث هجوم شنته يوم الأربعاء بأنه ضربة محددة الهدف في منطقة بيت لاهيا شمال القطاع قائلة إنهاء استهدفت أسلحة جرى تخزينها هناك. وأكدت أنها ستواصل الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار وسترد بحزم على أي انتهاك. *إسرائيل: غارات جوية استهدفت قياديا في حماس ردا على مقتل الجندي، شن الجيش الإسرائيلي ما وصفه بغارات استهدفت العشرات من مسلحي حماس في أنحاء القطاع، بالإضافة إلى مستودعات أسلحة وأنفاق تابعة للحركة. وقال الجيش إنه قصف 24 هدفا للمسلحين من بينهم هدف وصفه بأنه قيادي في حماس شارك في هجوم على تجمع سكني إسرائيلي خلال هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 الذي أشعل فتيل الحرب. وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن 46 طفلا و20 امرأة من بين 104 أشخاص قُتلوا في الغارات الجوية الإسرائيلية منذ يوم الثلاثاء. وأصدر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بيانا قال فيه إن قائمة الأهداف التي أعلنت عنها إسرائيل تأتي في إطار “حملة ممنهجة من التضليل والتزوير ونشر الأكاذيب بهدف تشويه الحقيقة والتغطية على جرائمها المستمرة ضد السكان المدنيين في قطاع غزة”. وفي النصيرات وسط قطاع غزة، قال سكان إن أفراد عائلة أبو دلال بأكملهم لاقوا حتفهم في غارة جوية سوت منزلهم بالأرض خلال الليل. وانفجر طفل على كرسي متحرك بالبكاء بينما كانت جثث أفراد عائلته، الموضوعة في أكياس بلاستيكية بيضاء، تُحمّل على متن شاحنة مسطحة. وسارت حشود من الناس خلف الشاحنة التي شقت طريقها عبر الشوارع متجهة إلى المقابر. ورغم الغارات الإسرائيلية على القطاع، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن اتفاق وقف إطلاق النار الذي تدعمه الولايات المتحدة ليس في خطر. وقال ترامب للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية “حسب ما علمت، لقد قتلوا جنديا إسرائيليا… لذلك رد الإسرائيليون على الضربة ويجب أن يردوا الضربة. وعندما يحدث ذلك، ينبغي عليهم الرد بالمثل”. وقال ترامب “لن يعرض أي شيء وقف إطلاق النار للخطر… عليكم أن تفهموا أن حماس جزء صغير جدا من السلام في الشرق الأوسط، وعليهم أن يلتزموا”. وروّج ترامب لاتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في غزة مقابل الإفراج عن سجناء فلسطينيين باعتباره أحد أهم إنجازات السياسة الخارجية في ولايته الثانية، ويسعى هو وكبار مساعديه إلى الحيلولة دون انهيار الاتفاق. وسلط التصعيد الأخير الضوء على العقبات التي تعترض طريق السلام الدائم. ولا تزال مسائل رئيسية تتعلق بنزع سلاح حماس وانسحاب القوات الإسرائيلية من مناطق أخرى بالقطاع ومستقبل إدارة غزة دون حل. وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني يوم الأربعاء إن الهجوم على الجندي الإسرائيلي والغارات التي شنتها إسرائيل ردا على ذلك “مخيبة للآمال ومحبطة للغاية لنا”. وتقود قطر، إلى جانب مصر والولايات المتحدة، جهود الوساطة لإنهاء الحرب في غزة. وفي كلمة له أمام مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك، قال رئيس الوزراء القطري إن حركة حماس أبدت بكل وضوح استعدادها للتخلي عن الحكم في قطاع غزة، مضيفا أن قطر تحاول دفعها للإقرار بضرورة إلقاء السلاح. * سكان يصفون ليلة القصف يخشى بعض الفلسطينيين النازحين من انهيار الهدنة ومن بينهم إسماعيل زايدة (40 عاما)، وهو أب لثلاثة أطفال، والذي كانت أصوات الانفجارات طوال الليل بالنسبة له تذكرة بالحرب التي قتلت عشرات الآلاف. وقال زايدة لرويترز عبر أحد تطبيقات التراسل “كانت ليلة من أسوأ الليالي من لما توقعت الهدنة: أصوات الانفجارات وصوت الطيارات كأنه الحرب رجعت من تاني”. ويعيش زايدة في خيام في غرب مدينة غزة مع أفراد عائلته وعددهم 25 شخصا. وبموجب الاتفاق أطلقت حماس سراح جميع الرهائن الأحياء مقابل ما يقرب من 2000 معتقل فلسطيني، كما سحبت إسرائيل قواتها وأوقفت هجومها. ووافقت حماس أيضا على تسليم رفات جميع الرهائن الذين لاقوا حتفهم ولم يتم العثور عليهم بعد، لكنها قالت إن تحديد مكان جثث جميع الرهائن وانتشالها سيستغرق وقتا. واتهمت إسرائيل حركة حماس بانتهاك وقف إطلاق النار من خلال المماطلة في تسليم الجثث. (إعداد أميرة زهران ومحمد أيسم وحسن عمار للنشرة العربية – تحرير أيمن سعد مسلم ومحمود رضا مراد)